لماذا.... دمعة الحزن في العينين تبقي ؟
الشعور بالظلم ..قلة الاهتمام .. موت المشاعر .. الصدق و الإخلاص .. فرق المعاملة..فراق الأحبة والأصدقاء .. فقدان الحنان .. الوحدة .. فقدان الحب .. و الإحساس والصدق..
...
الحزن ...!!!
ولماذا الحزن ..؟
سؤال يراودني كل لحظة .. ويكاد لا يفارق مخيلتي .. انحن من نتمسك به ؟ ..أم هو الذي يلاحقنا انستطيع حقا الابتعاد عنه ..؟ أم هو الذي سيتركنا ..؟ لست ادري كيف اعبر عن الحزن ..
كلمة ربما خفيفة النطق علي لسان كل شخص منا ..ولكنها ثقيلة المعاني في النفس والقلب .. ولها ذلك الأثر الكبير في النفس ..
و أول مرحلة ...هي أهم مرحلة في عمر الإنسان ..
الطفولة .. التي تتكون فيها شخصيته كل منا ..حسب بيئته .. حسب عائلته وظروف معيشته ..
عند الطفولة ..ننمو جسديا ..وتنمو معنا أول مشاعرنا بالحياة ..
وعند نمو هذه المشاعر في داخلنا ..نحب العيش في هذه الحياة بدون أن نعرف ما يشدنا لها وعند تمسكنا بحبنا البرئ للحياة تصدمنا الحياة بوجها الآخر أهمها الشعور بالظلم و القساوة ..
سواء إن كان ظلم الأب أو آلام أو الاخوة أو قساوة الأقدار معنا ..
فنعيش طفولة حزينة لأننا لم نشعر بالسعادة التي يسعدها أطفال في مثل عمرنا ..أو أننا نعيش محرومين من أشياء أخرى كثيرة يمتلكها أطفال في نفس العمر ..وبنفس الأفكار واقصد بالحرمان ..الحرمان المادي والمعنوي ..
( المادي والكل يعلم ماذا اعني بالحرمان المادي )
- الحرمان المعنوي ..يتمثل في الحرمان من الحنان ..من العطف والاهتمام ..من السعادة والشعور بالأمان ..
فينمو هذا الحزن شيئا فشيئا ..
ونلاقي متاعب كثيرة في حياتنا تزيد آلامنا اكثر فاكثر ..واهمها حقنا في التعبير عن آرائنا ..
ثم الاحساس بفرق المعاملة ..واقصد به التفرقة في المعاملة وتوزيع الحب والحنان بين الاخوة من جانب الوالدين..
يعني ان يحب الاكبر و الاصغر وتناسي حق الوسط من الحب والعطف ..والتعبير الاصعب حينها لماذا الفرق ؟
فيأتي الجواب هو الاكبر ..هو الاصغر ..اما الوسط لاداعي ان يكون له من الحب والحنان ما لاخوته ..ماديا ومعنويا ..
هذا الشئ يترك في القلب حزنا وجرحا يكبران مع كبر الانسان يوما فيوما ..
فيشعر بانه مظلوم دون ان يعرف لماذا ؟ ..وما اذبن لهذا شيئا ..
فتاتي مرحلة الصداقة ..وما أحلاها وما اقساها من مرحلة
تخرج منها من اطار العائلة والاخوة لندخل مرحلة اخري وهي تكوين اصدقاء لنا يقاسموننا الالم والحزن الفرح والابتسامة تمنحهم الثقة .. تمنحهم مكانا في القلب .. تظن انهم يستحقونه ..فجاة يخذلون احساسك الجميل اتجاههم يبادلون ثقتك بالخدلان ..
حينها لن تفعل شئ سوي انه تقف مكتوف الايدي واجم العينين ..
نتامل فيما حدث !! نتامل في الحياة وقساوتها معك تلوم نفسك اولا ثم تلوم الزمان ولكن تبقي صورة الحزن هي اولي امامك لانه هو الرفيق الذي ما تخلى عنك ابدا ..
كان معك منذ الصغر نمي وكبر في قلبك حتي اثمر ..اثمر الياس من كل شئ ..
الحزن ..الصداقة ..
كلاهما ذا معني كبير ..
ولكن حينما يجتمعان معا في اسوا الصور حينها لا تفضل الا الصمت ..هنا ساتوفق لان القلم ابى ان يكمل ..(( وللحديث بقية ))..
و الصداقة حديتها لن يكتمل بحروف و سطور الكلمات ..
لتاتي المرحلة الاصعب في وصفها ..الاروع عند البعض والاقسى عند البعض الاخر ..
الحب وكلنا يعرف اننا ليس لدينا يد فيه ..هذا من عند الله عز وجل ..
هو القلب من يختار ..هو النبض من يعشق ..
شعور يأتينا من حيث لا ندري ..تدق قلوبنا لشخص ما دون كل البشر ..
نُحِب ونُحَب ....ولكن نهاية الحب هي ..المخيفة ..
وساتكلم منها عن نفس الجانب الموضوع ..الحزين ..اقصد النهاية الحزينة ..عندما تكون نهاية الحب حزينة القلب تضيف احزانا اضعاف الحزن المتراكم ...وربما تشل قوتنا وتفاؤلنا فترة من الزمن ..نفقد الامل ..نفقد الثقة في الاخرين نداوي جروح القلب بماء النسيان ..
ومنا من ينجح ومنا من يعيش علي الذكري .. الذكري المؤلمة الحزينة لقلب احب بصدق..النهاية الحزينة للحب ..تصدمنا ..تعقينا ..فنكره الحياة فيها بل نكره الامل.. لانه قادنا الي الحزن الكبير و المؤلم ..
جرح القلب ..والم النفس .. والخذلان .. الكذب .. وعدم الصدق والصراحة .. النفاق.. اعطاء الثقة ومن ثم فقدانها كلها تولد الحزن ..
ويبقى للحبيب رغما عنا مكانة .. كلما ذكرت زاد الحزن .. وتصبح ذكرى حزينة..
القلب احب بصدق فتجرع مرارة الالم والخذلان .. حزن كبير حينها يتضاعف .. ولكننا لا نتوقف ..بل نستمر العيش في الحياة مصرين ان نصل ..
ان نصل الى القمة .. برغم كل شيء وبرغم الحزن الذي يسكن بداخلنا .. فنقف من جديد ..
ومن جديد سنبدأ ..
وهناك امور اخرى تولد الحزن في النفس ليست محددة بمراحل معينة من مراحل الانسان .. كالموت .. والرحيل .. والفراق .. وغيرها ..
واما كموت اعز الناس على قلوبنا .. سواء الاب او الام او الصديق او الحبيب او الاقارب او اناس يعزون علينا ولهم مكانة في قلوبنا ..
بفقدانهم نشعر بفقدان السعادة وكلٌ حسب مكانته .. نشعر بظلم الحياة لنا ..
ودون قصد تموت السعادة شيئا فشيئاً بداخلنا .. ونشعر بحزن كبير بفقدانهم .. متمنيين ان نلحق بهم او لا يفارقوننا يوما .. ولكن .. ليس مع الاقدار من كلام ..
قلة الاهتمام ايضا .. تعنى انك شخصا لست مهم عند من تحبهم وعدم احساس الاخرين بنا .. عدم اهتمام الوالدين بك .. ام اصدقائك ام حبيبك .. وغيرهم ..
تولد لدينا اننا لسنا مهمون عندهم .. مكـــــانتنا ليست كبيرة في قلوبهم ..
نصاب بخيبة الم يتبعها حزن يجعلنا نصمت.. وتفضل الوحدة ..
ان نكون لوحدنا .. لا احد معنا .. الكثير يقولون ان الوحدة تجلب الحزن .. ولكني اراها تخفف الحزن الكبير .. الوحدة افضل رفيق واصدق من أي صديق .. نشكي لها .. نخلو لانفسنا نفكر في كل شيء .. نفكر بعمق يقودنا الى الافضل نراجع انفسنا .. ونحاسب ضميرنا كي نضل نسير في الطريق الصحيح دوما ..
وكذلك جانب العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحيط بنا .. من كل جانب .. وما لها تأثير على شخصية كل شخص منا ..
كعمليات الاحتلال والفقر في الشعوب .. خصوصا الاسلامة منها وما يحدث في فلسطين والعراق وافغانستان وما يحدث الآن في لبنان.. وما يحدث كوننا عرب مسلمين ..
نحس بهم ونشعر بألمهم ويصلنا حزنهم كل لحظة ونحن ربما نقف عاجزين عن مساعدتهم .. وان استطعنا فالدعاء لهم في كل لحظة .. ان يخفف الله عنهم حزنهم وينصرهم ..
الظلم والجوع والمرض والقسوة من اعداء الله .. وان ينصرهم ..
واشياء اخرى حزينة ان عددناها سوف نعلم ان كل شيء في هذه الحياة حزين ..
ولكن السؤال هنا .. كيف نرد الحزن علينا .. ؟؟؟!!!
الاجابة ..
بالايمان بالله والتمسك بالقرآن الكريم ومبادئ الرسول عليه الصلاة والسلام ..
وايضا الصلاة والصيام والكلمة الطيبة والصدق والاخلاق الطيبة الحميدة مع الجميع ..
أي ان يزيد ايماننا بالله وتمسكنا اكثر به .. لان الحزن ماهو الا ابتلاء من رب العالمين .. للرجوع اليه في كل لحظة .. نطلب منه ان يعوضنا على حزننا خيرا في الدنيا والاخرة .. عندا تتجمع الاسباب التي ذكرناها ماذا سنفعل الا ان نسلم امرنا لله سبحانه وتعالى .. كما قال في كتابه العزيز ..
بسم الله الرحمن الرحيم(( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون .. ))
صدق الله العظيم ..
قبل الختام ..
سأقول لمعة الحزن والالم في العينين تبقى ..!!!
لاننا بشر نحس ونشعر ..نحب ونكره .. نصدق ونكذب ..نخطئ ونصيب ..
نتألم ونتأمل..
هــــــــذا لاننا بشــــــر ..