- زهرة خلف السياج.. تحاصرها طلقة ... وبين السياج والطلقة وطن ممدت نحو شروق الشمس.
غرباء يتلمسون طريقهم بحثا عن وجوه غريبة وأسماء مستعارة ... والقائمة مازالت تملؤها (الأرقام الحركية).
السماء صافية.. والرؤية واضحة و (الهدف) يتحرك بسكينة ينتظر إذن الدخول الى "الجنة".
هنا.. كان يحتسي كوب الشاي ، يداعب احلامه الواقعية ينتظر غد ربما يأتي وربما لا يأتي ... وهناك كانت تداعب خصلات شعرها ..تمد ضفيرتها نحوه عله يلتقطها...
في الطابق السفلي .. اطفالاً يتناولون العشاء الأخير وبينهم أم ممددة في سكون عذري كموتها العذري.....
" هيا.. إنهوا طعامكم واذهبوا الى النوم" ( هل كانت تعلم ان تلك الكلمات ستكون اخر الكلمات؟)
في الجوار... يتلوا صلاته على عجل امام "كاميرة الفيديو" موصيا بأمه التي نامت قبل قليل خاتماً صلاته
بالفاتحة.." ولا الضالين آمين"..
نشرات الأخبار تنقل الخير على مضض....
( سقط عدد... أكد مصدر مسؤول... ندد بيان صادر... ندعوا ضبظ النفس...........)
وبينما المشاهد يشاهد او لا يشاهد
كان احمد يبحث عن جلدة كتابه من بين الكتل الأسمنتية ... فغداً يوم دراسي جديد
غداً .. يستقبل الوطن شمس جديدة ونعوش جديدة...
ما اجمل هذا الوطن المرصع بشواهد القبور و (الزهور)"
ما اجمل هذا الوطن الذي ينام فيه الجميع على وسادة واحدة... ورغيف واحد .. وحجر واحد
ما اجمل هذا الوطن الذي جعلوه مجرد (نسبة مئوية) ويقاس بالسمتيمتر....
ايها الوطن المحاصر والمحاصر فينا...
نام قليلا
وارتاح قليلا
فلن ترحل عنا
ولن نرحل عنك ... ولن نرحل فيك
"ولا الضالين آمين