وماذا بعد؟
كُتب علي أن أظل في حيرةٍ بين المر وبين الشهد..
كتب علي ألا أحلم أبداً بالغد.. وماذا بعد؟
عادت الأقدار تطرق بابي من جديد.. ولن أستطيع أن أرشوها...
كلما فرغت من رواية, وجدت العمر يتربص لي بأخرى,..أذهب إليها دون أن أعلم أنني ذاهبةٌ إلى حتفي فيا للغباء.
هذه المرة سأعبر جسور الألم دون انحناء.. ولن أنظر خلفي ولن أطيل البكاء رغم جماليّته في لحظة كهذه , سأمر دون أن أخلع فرحي, رغم حزن الرواية وخاتمتها البائسة.
اعذرني يا صديقي... لن تكتمل هذه الرواية , فقد تم إجهاضها وهي لم تزل حبلى في صفحاتها الأولى...لن نقرأها سوياً بعد اليوم, ولن نضع الورود بين طياتها.. هكذا هي رواياتي ... دائماً حزينة وملغّمة بالفواجع , فسامحني لأنني لم أحذّرك منذ البداية ولكنه غبائي الذي طالما كرهته.
افهمني يا صديقي .أظنني قلتُ "سأتركك" ولم أقل "سأكرهك".. لا تحزن إن رحلت فللرحيل أحياناً لونٌ يشبه الانتظار.. وللانتظار دوماً طعم المرارة ورائحة الخسارة.
قبل رحيلي سأغرس شجر النخيل في صدرك..وقبل رحيلي سألملم آخر الأوراق المتساقطة من روايتنا, و سأحاول... نعم سأحاول انتزاع آخر لغمٍ قبل أن أتحول وإياك إلى شظايا..
أتعلم لماذا افترقنا يا صديقي؟ لأنك تشبهني والأشباه كثيراً ما يختلفون, وليس كما يعتقد أولئك المتخلفون. فمنذ متى كانت الأقطاب المتماثلة تتجاذب؟
سامحني يا صديقي فَكَي أحتفي بك يلزمني أن ألتقيك في أمكنةٍ مجردةٍ من الذاكرة, ولكن ماذا تنتظر ممن اعتادت المكوث في ضيافة الحزن , تتوسد الوجع كل ليلة؟.
اسمعني يا صديقي.. اسمع ندائي الأخير ولا تبكِني.., فقد أعيتني كل الحيل و لابد للنهاية من مجيء.
آن لي أن أعود إلى موطني فقد سئمت المنفى, سأهاجر إلى حاضري وأمسي, إلى حيث يقيم الحب , إليك يا عالمي الصغير المفعم بالحياة , فمنذ غادرتك فارقتني الحياة.
وداعاً يا صديقي..هو الفراق إذن... وها هي النهاية قد حلت مثل الفاجعة,....
وماذا بعد الوداع...؟
لن أسألك أن تذكرني لأن مثلي لا يُنسى ومثلك لا يَنسى.